عندما تتكلم مع عشاق القهوة، وتطلب منهم إخبارك بمكان العثور على مستخرجات قهوتهم المفضلة في إفريقيا، فستكون رواندا دائماً في المراكز الثلاثة الأولى.
القهوة الرواندية التي تعتبر ابن العم الأصغر لكينيا وإثيوبيا، تحظى بتقدير كبير تاريخياً بسبب مناخها وتضاريسها ومجموعة متنوعة من قهوة بوربون التي أتى بها الألمان في أوائل القرن العشرين.
من الصعب ألا تقع في حب القهوة الرواندية، خاصة عندما تبدأ في مقابلة الناس والتعرف عليهم، وترى المشهد وتتذوق خصائص نكهتها الفريدة إلى حد كبير بسبب قوامها وحلاوتها وتعدد استخداماتها التي يمكن الاستمتاع بها كفلترة وإسبريسو.
تعتبر صناعة البن الرواندي صناعة ورشة تقريباً لعدم وجود أراضي أو تعاونيات كبيرة. يتكون الإنتاج في الغالب من صغار المزارعين والأسر، وجميعهم ينتجون القهوة على مساحة لا تزيد عن هكتار واحد في ساحات منازلهم الخلفية.
إن ما يجعل رواندا فريدة من نوعها هي أنها تزرع قهوة أرابيكا بشكل حصري تقريباً من مجموعة متنوعة من أصناف بوربون. قد يتغير هذا في المستقبل، ولكن تخضع حالياً لرقابة صارمة من قبل الحكومة وهي محظورة.
كانت رحلتنا الميدانية إلى رواندا تهدف إلى الوصول إلى شراكات تجارية جديدة وكذلك البحث عن أنواع القهوة التي يمكننا مشاركتها مع عملائنا في جميع أنحاء العالم. أخذتنا رحلاتنا إلى الغرب لزيارة منطقة نياماشيكي ومنطقة نيابيهو وقرية روكوري.
كما هو الحال في كل حي، تعلمنا عن الخصائص الفريدة المتزايدة لكل حي زرناه، وما هي الفوائد التي يتمتعون بها من حيث الإنتاج، وجودة الفنجان الإجمالية. من الجنوب إلى الشمال، تقدم كل منطقة ومحطة غسيل تجربة طعم مختلفة، بينما تقدم في نفس الوقت تجربة عاطفية مع شعبها الجميل ومناظرها الطبيعية.
كما هو الحال مع أي منطقة لزراعة البن، كان الناس دائماً هم الذين يجلبون الطاقة والالتزام لإنتاج قهوة عالية الجودة. وشراكاتنا مع سوكافينا، وكذلك شركة موراهو التجارية المملوكة للعائلة، أنشأت البنية التحتية لنا للوصول إلى هذه القهوة الفاخرة.
في الواقع، فإن إمكانات سوق البن الرواندي ديناميكية للغاية، لا سيما بالنظر إلى أن محطات الغسيل الخاصة الأولى قد تم تركيبها في عام 2001 وأن العديد من المحطات الجديدة قد تم بناؤها يفتح المجال أمام منتجي القهوة للاستفادة من سوق البن المتخصص المربح الأعلى.
القهوة هي منتج سوق معقد للغاية وصعب للوصول إلى الكمال، من نموها إلى مفهومها أثناء التحميص والتخمير. عملنا ممكن فقط بتكريس آلاف العائلات التي تزرع البن والتي تختار زراعة البن أحياناً بعائد اقتصادي ضئيل. نواصل السفر حول العالم بحثًا عن هذه المجتمعات التي تجعل القهوة مصدر رزق ونشاركها مع عملائنا من خلال النكهات والقصص والمرئيات